السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. بداية اكتشفت زوجتى أن ابنى فى الصف الثامن يمارس العادة السرية من فترة تصل للعام أثناء إستحمامه
وقد بدأنا معه بتوجيه النصح وشرحنا له الأثر السيئ لها على دينه وأنها معصية لله
وأثرها السيئ على صحته وعلى دراسته وعلى مستقبله لكنه استمر فى ذلك كلما كان وحده .
استخدمت معه التخويف والضرب مره ثم بعد ذلك جلست معه منفردا تحدثنا فى الامر وبينت له واحتضنته وووضعت معه برنامج صوم ورياضه
وهو يقوم بحفظ القرآن وحفظ عشرون جزءا ومستمر فى الحفظ ونضعه مع صحبه صالحة ، ولكنه عندما يجد المنزل بدون أبيه وأمه يسارع للحمام ويفعل عادته السيئة هذه أفيدونا لطرق العلاج حفظكم الله
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .
أخي السائل حفظك الله .
بخصوص سؤالك عن حالة الابن الذي يدرس في الثامن نقول و بالله تعالى التوفيق:
أولاً: الأبناء نعمة من الله عزوجل يجب علينا شكر هذه النعمة يقول سبحانه وتعالى:{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} [سورة الكهف:46].
ومن شكر النعمة الاهتمام بالرعاية والتنشئة الصالحة لهذه الذرية.
فعن ابن عمر رضى الله عنهما قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(كلكم راع وكلكم مسئول.
فالأمير راع على الناس وهو مسئول والرجل راع على اهله وهو مسئول والمرأة راعية على بيت زوجها وهى مسئولة والعبد راع على مال سيده وهو مسئول الا كلكم راع وكلكم مسئول) [رواه البخاري] .
ثانياً: التحبب لهذا الابن بالهدايا المتنوعة وخاصة التي يحبها ويحرص عليها حتى تكسب قلبه ويحبك فإذا احبك فمن هنا تستطيع ان تنصحه وتقدم له النصيحة .
ثالثاً: الحوار معه بالتي هي أحسن يقول الله تعالى ( وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً)[سورة البقرة:83] والابن أحق بالقول اللين الحسن من جميع الناس فهو ثمرة الفؤاد .
والحوار يتضمن بيان خطورة هذا العادة السيئة وبيان خطرها عليه في المستقبل وأن الله تعالى قد حرمها في كتابه وتذكر له بعض الآيات ومنها:
قال تعالى: {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} [سورة المؤمنون:7] وقوله:{فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ}[سورة المعارج31] .
وليكن الحوار معه بأسلوب يناسب عمره وسنه ومناسب للوقت والزمن والمكان؛ وليشعر أنك حريص عليه وتحب مساعدته لترك هذه العادة القبيحة.
رابعاً: كن أنت أيها الأب الكريم وأنتِ أيها الأم الرحيمة كونوا قدوة صالحة حسنة لهذا الابن يقبل منك ويصلح ربنا لكما الذرية؛ لأن بعض الآباء وللأسف الشديد ليسوا قدوة صالحة للأبناء فكيف يطلب من الأبناء أن يكونوا صالحين .
خامساً: وهو المهم الدعاء لكل الأبناء على العموم ولهذا الابن على وجهة الخصوص أن يصلحه ربه وان يجعله من الصالحين فكيف لا وهو قد حفظ كتاب الله في صدره .
الله الله في الدعاء وخاصة في أوقات الإجابة يوم الجمعة في آخر ساعة بعد العصر وبين الآذان والإقامة وفي السجود فإن الله سلاح عظيم وباب من الله كبير,ولا تستعجل الإجابة فإن الله قادر على كل شيء لأن بعض الناس يستعجل الفرج يقول دعوت ولم يستجب لي.
جاء في الحديث عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يزال العبد بخير ما لم يستعجل » قيل : يا رسول الله ، وكيف يستعجل ؟ قال : « يقول : قد دعوت ولم يستجب لي »[رواه الطبراني في المعجم الأوسط] .
أسأل الله الكريم المنان أن يصلح هذا الابن وجميع أبناء المسلمين إنه سميع مجيب الدعاء وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.ز
الكاتب: د. خالد بن صالح باجحزر
المصدر: موقع المستشار